mercredi 9 mars 2011

العشرون من فبراير

لقد أصبح لدينا في المغرب أحزابا تشبه إلى حد كبير ما كان عليه الحزب الشيوعي الاشتراكي في روسيا والكتلة الشرقية بصفة خاصة من ناحية مسيريها حيث أصبح اغلبهم تجاوز السن القانونية في المغرب أي 60 سنة. هذه الطبقة من مسيري الأحزاب التي هي كذالك بلغت سن الشيخوخة رغما عن انفها لأنها لم تجدد دماؤها ولم تطعم بعناصر شابة الا نادرا وقد يشمل التشبيب أفرادا بعينهم لا يمثلون إلا عائلاتهم العريقة. كيف يمكن لحزب ما أن يدار بأفكار ما قبل 60 سنة الماضية في حين أن عصر الانترنيت يثبت تطور العصر وان لا مكان للأحزاب الشائخة. عصرنة الأحزاب أمر واقع لا نقاش فيه. 20 فبراير على غرار الانتفاضات والاحتجاجات التي نراها يوميا في كثير من البلدان العربية. لقد الدول العربية من خليجها إلى محيطها تغلي بطريقة غير مسبوقة مما جعل كثيرا من الدول تستبق الاحتجاجات وتحاول بث هنا وهناك بعض مشاريع الإصلاحية التي لاحترق إلى مطالب الجماهير الشابة. من جهة اخرى فان النقابات كذالك لم تسلم من الشيخوخة حيث لا يرحل المسؤول عن مكتبه أو الاستقالة منه إلا إذا رحل مرغما إلى الملا الأعلى. إن النقابات العمالية لا زال يسيطر عليها شيوخ امضوا أكثر من 70 سنة في الميدان كمسيرين. أما وان الأمور قد تغيرت ودخلت التكنولوجية على الخط فان الأمر أصبح غير ملائم بان يدار من قبل أفكار لط كل عليها الدهر وشرب. لم تقم الحركات الشبابية بالتحرك إلا عندما تأكدت أن الشيوخ لن يفعلوا شيئا لإصلاح الأوضاع في البلدان العربية ولذالك صمموا على اخذ المبادرة بالتحرك في الشارع العام دون تغطية من اي حزب وقد تبرؤوا من جميع الأحزاب التي أرادت استغلال الفرصة والدخول على الخط لقضاء مأربها إلا انه اعنوا للرأي العام إنهم غير معنيين بما تقوم به الأحزاب. هذه كانت بمثابة ضربة قاضية لدور الأحزاب السلطوية أو غيرها مثل التي تسمي نفسها تقدمية. انتهى عصر الوكالة والنيابة عن الجماهير. لقد أصبح الشارع في خدمة الجميع .فيه تلبى الطلبات وتصل إلى متخذي القرار في حينها ولا تحتاج إلى وساطة . كما انه من شيم هذا العصر التقدم التكنولوجي الذي أصبح الشباب يتحكم فيه بصورة جيدة. فأصبحوا ينسبون إلى هذه التكنولوجيات المتعددة مثل الفيسبوكيون والتريتويون و الكوكليون. هل سيشهد العالم العربي أفول الأحزاب؟ إن ثورات الشباب جاءت كنتيجة حتمية لإصلاح الأوضاع التي تفاقمت بطريقة غير مقبولة من طرفهم خاصة وان غالبية هؤلاء حاصلين على شهادات علمية متميزة من معاهد عليا ولم يجدوا مقابل ذالك عملا يساوي المجهود المبذول في التحصيل. بغض النظر عن ما قام به الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي انتحر حرقا فانه أشعلها نارا لازالت لم تنطفئ إلى يومنا هذه بالرغم من أنها أطاحت باعتي الأنظمة المصرية التونسية التي زار رئيسها قبل خلعه البوعزيزي ولم يعلم الشاب أن من كان سببا في انتحاره قد هرب ولم يعلم الرئيس أن من كان سببا في هروبه قد توفي . ما أعظم القدرة الإلهية. ألان وبعد أن أصبحت الأمور كلها في يد الشباب فمن الممكن ان ينتظموا في حركات حزبية عصرية للدفاع عن مصالحهم ويجب أن تكون مهيكلة بطريقة حديثة شفافة وهو الأصل المراد نهجه. لقد نضج الشباب وأصبح بإمكانهم الدفاع عن مشاكلهم دون اللجوء الى اي جهاز يستغلهم لمأربه. بنظرة خاطفة على العلم العربي نلاحظ مايلي اولا العالم العربي يغلي بطريقة غير مسبوقة. ثانيا كثير من دول الخليج أدخلت إصلاحات قبل أن ينتفض الشباب فيها منها المملكة السعودية وحاولت استغلال الفقهاء بدفعهم الى إصدار فتوى تحرم خروج الناس إلى الاحتجاج. ثالثا هناك دول لازالت تعاند وتكابد الأمرين منها اليمن وليبيا. رابعا منها من قبلت بجميع المطالب الشبابية مثل سلطنة عمان و البحرين. إذا كان الشباب يعرف بأنه القوة الدافعة للأمة فانه قد اثبت ذالك بما قام به في بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة وهذا مالم يقم به الآباء من قبل. لقد وضع الشباب في جميع الدول العربية قطار الديمقراطية و دول الحق والقانون و المؤسسات الدستورية و الحكامة الجيدة و فرض المحاسباتية و تخليق الحياة الاجتماعية العامة في ظرف قياسي وجيز. إذ فعل الشباب ما لم يفعله الآباء في أكثر من 6 عقود. ولعل السبب في ذالك التحكم في التكنولوجية واستغلالها بطريقة مثلى. وهذا لم يتوفرمن قبل للإباء. وأخيرا أن لا يسخر الناس إذا كان الشاب ملتحيا أو ذا شعر طويل او يلبس دجينا خاصا لأنه اثبت بالفعل لا بالقول ما لم يثبته غيره. هذا الشباب علينا احترامه لأنه فرضه علينا بشمائل أفعاله. أرجو له التوفيق.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire