samedi 26 mars 2011

ثلاث رؤساء + ثلاث رؤساء + واحد

لماذا لا يتعض المسؤولون ؟ ما السبب ؟ خلال السنوات الخمس الأخيرات طالعتنا الوسائل الإعلامية بأخبار عن الدول التي كانت إلى وقت قريب تعد مستقرة سياسيا إلى حد كبير بحيث قصة الحزب الواحد تكاد تكون شعارا للاستقرار الاجتماعي لعدد من هذه الدول. مثال ذالك الاتحاد السوفيتي الذي كان بمثابة قلعة حصينة ضد التيارات التي كانت تنادي بالتحرر من قبضة الحديد والسياج الإعلامي المضروب عليها طوقا لايسمح إلا بما يريد إيصاله إلى العالم الخارجي.وكان من الطبيعي لنجاح هذا المفهوم السياسي في الخارج من تبني بعض الحركات التحررية في العالم الثالث العربي و الإفريقي وفي أمريكا اللاتينية لإظهار مدى جاهزية الحزب الشيوعي لاستعاب واستقطاب أمما جديدة إضافة إلى أوروبا الشرقية التي كانت بمثابة الحديقة الخلفية للروس. 1989 هدم حائط برلين كان إيذان بسقوط هذا الصرح العظيم بكل مقاييس العصر انتهى عصر القطبين. بنظرة سريعة 1985 في مؤتمر هلسنكي الذي عقد بين الزعيمين الأمريكي رونالد ريكن والروسي كورباتشيف من غرائب الأمور السياسية هي ان الرئيس الروسي هو الذي فرض جدول الأعمال في هذا اللقاء. إذن كيف انقلبت الامورفي ظرف وجيز جدا إذا قورن بحياة الأمم ؟ ربما لان داء الانهيار كانت تحمله أجهزة الدولة الروسية في تكوينها. تفرد العقد الاشتراكي الشيوعي وانبثقت عنه حوالي 16 دولة مستقلة لاتخضع للحكم المركزي في موسكو. من الطبيعي كان هناك دول عربية تسير في فلك الصوفيات أمثال مصر و العراق وسوريا والعراق وان كانت سياسيا ليس لها نفس المقياس ولكن المعاملات التجارية وشراء الأسلحة كان واقعا. انهار القطب الذي كان يخفي كثيرا من الدول وأصبحت في مهب الرياح السياسية القادمة من الغرب بدعم من اللوبيات والدول الغربية قصد إيصال رسائل للذي يهمه الأمر أن وقت التغيير قد حان. وما ربيع الدول العربية الامثالا ينذر بالتجديد وهذا الهيجان الشعبي والوقفات الاحتجاجية المتكررة في أكثر من دولة ما هو إلا تعبيرا عن كسر قيد الخوف من بطش مخابرات امن الدولة الذي يستبيح كل شيء لا حرمة للبيوت ولا للأشخاص مدعما بتطبيق حالة الطوارئ التي تعد مظلمة في حق الشعوب.وما محمد البوعزيزي التونسي الشاب المجاز العاطل الذي قدم نفسه قربانا لتحرر الشعوب إلا مثالا مصغرا لازمات الشعوب العربية التي قاست الويلات من حكامها الظالمين و الاحتقان كان قد بلغ أوجه وهو القشة التي قسمت ظهر البعير. في مطلع العشرية الثانية من الألفية الثالثة شنق رئيس دولة العراق صدام حسين من طرف الأمريكيين بأيد العراقيين الشيعة يوم عيد الأضحى عند السنة عقابا له لأنه لم يساير الغرب في مشروعاته وسياساته.وهنا تحضرني كلمة قالها احد معارضيه ما اعظم تلك اللحظة التي صعد السلم الى حبل المشنقة وهو في كامل رجولته وإيمانه وقرا الشهادة ولم يسكنه حب البقاء والخوف من الموت قال المعارض حييت هذه اللحظة التاريخية ولا اعرف شخصا أخر يقف كما وقف الرئيس العراقي امام حبل المشنقة الشيعية دون ان ترتعش فرائسه وكان أول درس في العقاب القاصي دون رحمة ولا شفقة لمن أراد أن يتعض فليتعض ومن خالف الغرب فان مصيره أصبح عنوانا للموت.هنا وفي اليوم ذاته تنازل الثائر الكبير والفارس الحر المغوار القادم من البادية للأمريكان عن جميع الأجهزة التي كان ينوي بناء مفاعل نووي بها. ولبس ثوب الطاعة لأنه فهم أو افهم انه الثاني على القائمة المحترمة للشنق. أما الرئيس الثاني فانه فضل الهرب ليلا إلى السعودية بعد أن رفض وفادته أصدقاؤه من الغرب والشرق ومن العرب كذالك.بعد أن سرق ونهب أموال التونسيين هو وزوجته. ويكنى بالرئيس الهارب مطاردا من المحاكم المحلية والدولية. و الثالث في فئة الكبار هو محمد حسني مبارك رئيس مصر العربية نظرا لسنهم الذي تجاوز 75 سنة واقلهم حكما فاق عقدين. هو كذالك سرق مابين 40 و70 مليار دولار من أموال الدولة المصرية ويسمى بالسارق وتنصب له المحاكم المحلية قصد استرجاع الأموال العامة منه ومن ولديه وعائلته.هذه الفئة الأولى لم ترتكب جرائم قتل كما سيأتي في في الفئة الثانية. وهي تتكون من علي عبد الله صالح و معمر القذافي وبشار الأسد وهم على التوالي رؤساء كل من اليمن وليبيا وسوريا. فالأول(علي عبد الله صالح) يتمادى في طغيانه ولا يريد تسليم السلط الى الثوريين بحجة أن القاعدة هي المستفيدة من الموقف وكما نقل عنه أخذها بالخنجر فلا تؤخذ منه إلا بالخنجر كذالك. أثناء هذا التصلب في الرأي يموت يمانيون بأعداد ويجرح آخرون وكان عليه تفادي هذه الوضعية الغير مريحة له وللحزب الحاكم الذي يمثله ولكن عمى السلطة والكرسي الوثير جعل منه مستبدا حقيقيا أمام مطالب الشعب اليمني منه الرحيل والرحيل العاجل. لقد أصبح في شبه عزلة لان اغلب المناصرين له من أركان و قادة الحزب تركوا له السفينة والقوا بأنفسهم وسط المحتجين الذين يمثلون المركز الثقيل الذي يعتبر القوي الآن شعبيا.

أما ما يقوم به الثاني(معمر ألقذافي) يعجز اللسان عن وصفه لا يستطيع الإنسان أن يتصور رئيسا يقذف شعبه بالصواريخ من الأرض ومن الطائرات ومن المدافع حيث يدك المدن دكا ويقطع عنهم الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية ويدمر الطرقات والمباني والمساجد والمستشفيات لقد بلغ بالرجل الجرأة ان نعت قومه بمستعملي أقراص الهلوسة . وهذا في حد ذاته قذف في حق الشعب الليبي الثائر في وجهه. فحم الرجل 42 سنة ومازال يطلب المزيد. خلالها حكم كما تحكم او تسير مزرعة دجاج لان الشعب لا يعرف شيئا عن إيراد النفط الذي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا من الناحية الإنتاجية. ويدعي انه الزعيم الأوحد ولا يملك لنفسه كرسي الرئاسة ولاهو منتخب يمكن إقالته او يقدم استقالته انه الزعيم الذي وقع عليه الإجماع مع انه أخذها بانقلاب على الملك إدريس السنوسي سنة 1969 .رجل تتوفر فيه جميع الأضداد يدين بالحب للشعب الليبي ويقتله ويحرق الأرض من تحت أقدامه. لا مسؤولية له في الدولة في حين يقتسم الخطب مع ابنه وكأنه ولي للعهد. اما الأخير في هذه السلسلة فهو ( بشار الأسد ) وقد انتقلت إليه سلطنة سوريا عن طريق ارث عن والده بعد وفاته و لأول مرة نرى أن الجمهورية تورث على غرار المملكة.وهذا ما كان يسعى إليه كل من الرؤساء السابقون في هذا الحديث. وما زال يسوف في الأمور إلى أن اندلعت بصفة لا تقبل النقاش ثورات الجمعة 25 من مارس . وما كان هروبه إلى الأمام الا انفرد التواصل بينه وبين المحتجين وما سقوط قتلى وجرحى الا دليلا على بداية انهيارالحزب . استحواذ الحزب الواحد على غيره ومعاداة التعددية من شانه ان ضاعف مطالب الشعب السوري منه الرحيل . اما الأخير الاخ عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية فلا خوف عليهم من مسالة الإرث لأبنائه ولكن يورثها لحزب جبهة التحرير الوطني الذي ينتمي إليه منذ زمان أيام حركة التحرير وأيام ما كان يقيم في المغرب. تندلع الاضطرابات من حين لأخر وتتصدى لهل القوة العمومية والجيش وتخمدها ولكن ذالك بمثابة مسكن فقط . وفي الآونة الأخيرة حاول إدخال بعض الإصلاحات ولكن لا ترقى إلى مستوى مطالب الشعب الجزائري. إذن هو في طريقه للالتحاق بالمجموعتين الاولتين إن لم يتدارك نفسه ويصلح ما أفسده يوم توليه خلسة من باقي الاحزاب. وفي الأخير لابد من استجلاء ملاحظات كالتالي ا -) طول مدة الحكم كانت سببا مباشرا في جعلهم يستطيبون المقام ولا يفضلون التنحي عنه. ب-) خلال تاريخ حكمهم كونوا سواء بإرادتهم أو بغيرها شبكات من المنتفعين وبطانة الأصدقاء و الأقرباء ومنتهزي الفرص. ج-) تعدى نظرهم الى جعل مشروع الإرث مقبولا لدى الشعب بشتى الوسائل منها الاتجاه نحو صناديق الانتخابات لأنهم يعلمون أنها مزورة مسبقا. - د ) تسيير أمور الدولة عندهم أصبح كتسيير شركة من شركاتهم ويستغلون وسائل الدولة لصالحهم. ه-) كان لابد من إيجاد مؤسسة تحميهم من التظاهر ضدهم والتصدي لنشر الأقاويل عليهم فكان أفضل مؤسسة مؤهلة لذالك هو إنشاء مخابرات امن الدولة واتخذت أشكالا متنوعة في تناول كل ما من شانه أن يشكك ولو على سبيل الحلم في ذمة الرئيس ومن هم في فلكه وقد نجحوا في هذا الأمر ولمدة طويلة حتى جاء أمر الله على أيدي الشباب انتفاضة شعبية خالصة لإخراج الشعوب إلى الوعي بما يجري حولهم . لهم الشكر على ما قاموا به وأرجو أن لا يحاكموننا نحن الآباء لأننا لم نقم بما كان علينا أن نقوم به لصالحهم. كل ما بناه الرؤساء باء بفشل ضريع ونزل بهم إلى الهاوية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire