dimanche 27 mars 2011

هل خسر القذافي الحرب على مواطنيه؟

خلال اليومين الأخيرين تناسلت الإخبار بوتيرة متسارعة لا علاقة لها بما سبق من تداول الأنباء القادمة من المدن التي كانت تتعرض للقصف من طرف سلاح المدفعيات والطائرات الوطنية الليبية بأمر من الزعيم القذافي أو احد أبنائه أو أعوانه الموكل إليهم إذلال الشعب الليبي الأبي. يستشف من الكلمات المتقاطعة التي يلقيها الزعيم من حين لأخر انه يتمثل بالرؤساء الروس والصين. يتنقل من ستالين وجرائمه واغتيالاته إلى تشريد الشيشان في أعالي القوقاز إلى قصف البرلمان في عهد التسين إلى سحق الثوار في ساحة تينا نمين في بكين ويجد لذة كبرى وهو يحكي هذه القصص المؤلة التي عايشها الصينيون والروس على السواء. قضى الزعيم 42 سنة على رأس الدولة الليبية بحيث نسي الناس في العالم أن هناك دولة اسمها " ليبيا " فكنت لا تسمع إلا أخبارا عن القذافي وأولاده وكأنه شركة لصنع الأحذية أو المعلبات. غيب الرجل نظام الدولة واثر بطريقة سلبية على حياتها. ليبيا دولة من مجموعة المغرب العربي وعضو كامل العضوية في الجامعة العربية وكذالك عضو في الأمم المتحدة. اقتصاديا دولة نفطية مهمة بالنسبة إلى الدول الغربية في ما يتعلق بتصدير المادة الحيوية إليها. إنتاجها من البترول 1.6 مليون برميل يوميا من النوع الجيد الحلو لعدم احتوائه على الشوائب. إن الزعيم لم يستوعب أن رياح التغيير قد هبت على العالم العربي ولم تستثن منهم دولة بعينها مملكة كانت أم جمهورية. وقد سمي مجازا ب" ربيع العرب ". ومن القذافيات كما كان يقول الحسن الثاني رحمه الله التي يحاول أن ينفرد بها عموديا هو نقده للثورة التونسية عندما لاذ ابن علي الرئيس الهارب بالفرار إلى السعودية وعلى سبيل المثال انه الرئيس العربي الوحيد الذي لم يحج ولم يعتمر وهذا في حد ذاته له معنى. من جاء بالناتو وأمريكا من أقصى الغرب ونظم التحالف ضده؟ لولا تصلب القذافي الفارس المغوار في سياسته الفاشلة في تسيير أمور الدولة وقيام ثائرة الثوار على سياسته بمطالب لتصحيح الموقف السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لان المثقفين من الأمة والمتنورين منهم يعلمون قدرات البلاد الاقتصادية وايرادتها من العملة الصبة ولا يعلمون كيف تنفق وفي ما تنفق ؟ لأنه خاصا بالرئيس تصرف على الملاهي لأبنائه ونزواته التي لا حدود لها. تصلب ولم يعر اهتماما الى المطالب الشعبية اعتبارا منه أن الليبيين يحبونه وهذا نوع من الهراء الشخصي الجارف جعل نفسه يعتقد انه محجور عليهم. ولم يطلب منهم الجلوس إلى طاولة شعبية ليبية عائلية للمناقشة وإبداء النصح والرأي واحتمال الوصول إلى حل وسطي يرضي الفرقاء تحت خيمته كما يحلو له ذالك وان كانت ألان في مهب الرياح العاصفة والأمواج العاتية ولن تصمد طويلا لان شكيمة الثوار عازمة على اقتلاعها من الجذور. وبهذه الحكمة يكون قد أنقذ الدولة من الخسارة الاقتصادية اليومية ونجي الشعب من الرعب و الفتن والقتل والجرحى وهدم المنازل والمساجد والمؤسسات الحكومية وإلحاق الدمار بالبلاد و العباد. رده على الشعب بالنيران الثقيلة جعلت الدول العربية تتدخل دون جدوى ثم أوكل الأمر إلى الأمم المتحدة بإيعاز من العرب وبهذه الطريقة سهل للغرب التدخل بذريعة توفير الحماية لليبيين من النيران القذافية الحارقة بالإضافة إلى هتك أعراض الليبيات الشريفات وغيرهن من المسلمات العربيات القادمات من الخارج. إن التدخل كان أيسر من أفغانستان والعراق. ولن تترك ليبيا إلا إذا مات القذافي أو اسر أو هرب ولأبنائه أظن نفس المصير. مع أن الناتو يقول أن الهدف محدود وأمده كذالك. إذن ذهاب أو خروج الائتلاف رهين بنجاح الثوار في تشطيب العائلة القذافية وأعوانه من الدولة الليبية والى غير رجعة. ألان وقد أصبحت الأمور ما عليها في الوقت الحاضر من دمار لكل شيء ومن بينها الإنسان الليبي. هل ربح ام خسر القذافي الحرب على أهله؟ بجواب بديهي بسيط لا عمق فيه لقد خسر كل شيء الشعب والعرب والجيران والأسرة الدولية وحتى بعض الموالين له.المجلس الانتقالي المؤقت الذي يتخذ من بنغازي مقرا له يقدم نفسه على انه المتكلم باسم الثوار الايجابيين والسلبيين أي الذين لم يظهروا إلى العلن لسبب ما ربما يكون استراتيجيا متفق عليه مع الثوار بطريقة ما.لن يحكم أيا كان إن كانت الحكومة التي ستنبثق عنها إسلامية أو معتدلة أو صديقة أو عدوة لأننا لا زلنا في بداية قصة بناء الدولة التي حطمها الزعيم. يلاحظ أن هناك التزام من الأطراف الغربية المشاركة لإنقاذ ليبيا جميعا وان كان من المسلمات التي يخضع لها المنطق. هناك فاتورة الحرب يجب أن تؤدى دون الدخول في التفصيلات إلى جانب الأضرار التي لحقت بالبلد والعباد . أمام القوة الضاربة التي كان القذافي يجهل عدتها وعتادها خسر حربه أمام شعبه وسلم الأمر لأهله بالرغم عن انفه وعن بطشه الذي تعرض له الناس الآمنون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire