lundi 2 janvier 2012

الحكومة ومخاض الولادة


يترقب المغاربة قاطبة ميلاد الحكومة الجديدة التي تمخضت عنها نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت في 25/11/2011 . منذ هذا التاريخ والأعناق تشرئب إلى الإعلان عن الحكومة المرتقبة. غادرنا السنة القديمة وولجنا الجديدة 2012 والأمل يكاد يكون ضعيفا للإعلان عنها في مستقبل اليومين القادمين. ومن مشروعية السؤال هو كيف جاءت الأحداث التي أتاحت التفكير في ميلاد حكومة جديدة.
امتدت شرارة الربيع العربي من الشرق إلى الغرب وصولا إلى المغرب عبر تونس والجزائر التي لا تزال تكابر كما أن شريط الأحداث الذي يذاع عدة مرات على التلفازات العربية والأجنبية يبين أن هناك من الرؤساء من قتل مثل ألقذافي ومن شنق مثل صدام حسين و هناك من هرب مثل بن علي ومن سجن ويحاكم مثل مبارك وهناك من يستميت في البقاء ولو على الهامش مثال ذالك علي صالح ومن يكابر مثل الأسد ومن يراوغ مثل بوتفليقة. في المغرب انبثقت حركة 20 فبراير عن الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي عمت المدن المغربية كلها وكان من أشهر اللافتات التي حملها المتظاهرون (أيها الملك إننا نحبك وهذه مطالبنا). في 9 من مارس وجه الملك محمد السادس خطابا إلى الشعب المغربي وضع فيه الأسس لميثاق دستور جديد في غضون ثلاثة أشهر. و بالفعل استفتي المغاربة علي قبوله أو رفضه في غشت من نفس السنة. فقبل بنسبة شعبية عالية.مما مهد الطريق للانتخابات البرلمانية التي جرت الجمعة 25/11/2011 . أفرزت هذه العملية عن فوز حزب العدالة والتنمية في المرتبة الأولى متبوعا بحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار ....
في هذه الانتخابات البرلمانية حلت فيها الأحزاب التقليدية والإدارية الكبرى التي كانت ترى نفسها كذالك في المراتب الوسطى والمؤخرة . إلا أن حزب واحد خلق المفاجئة وهو العدالة والتنمية الذي حصل على 107 صوتا برلمانيا. طبعا هذه الأغلبية لا تخوله تكوين حكومة ذات أغلبية حزبية فقط نظرا لان عدد المقاعد البرلمانية هو 395. اضطر البجيدي إلى التحالف مع الأحزاب التي يراها تشاركه الرؤيا وهي على التوالي حزب الاستقلال التاريخي والتقدم والاشتراكية إلى جانب الحركة الشعبية التي تخلت عن التحالف  من اجل الديمقراطية أو ج 8 في أخر لحظة.فيما اعتذر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن المشاركة في الائتلاف. هذه الأحزاب ليست منسجمة إيديولوجيا وليس لها نفس الرؤيا الإستراتيجية. بدء رئيس الحكومة الاستشارات مع الحلفاء مباشرة بعد تعيينه من طرف صاحب الجلالة في مدينة ميدلت في 29/11/2011 وكان المؤمل عند الشعب المغربي أن يعلن عن الحكومة قبل نهاية السنة لكن الأوضاع لم تسمح بذالك. بدأت تلاطم الأمواج السياسية تقذف بالأخبار من ناد إلى آخر.هناك من قائل إن الاستشارات فشلت وأخرى تدعم فريق على آخر كذالك من يرى بحصافة رأيه أن هناك مشاكل وأزمة في الاستوزار على الرغم من أن المقاعد حددت بمعرفة الرؤساء المتوافقون على برنامج وهيكلة حكومية . ولتمتين الروابط بين الفرق السياسية وتحمل المسؤولية في الحكومة كجهاز واحد مسؤول أمام الملك والشعب فقد تم توقيع الميثاق الجماعي من طرف الرؤساء المسؤولين على أحزابهم. لماذا تطلب تكوين وتأليف هذا الجهاز الحكومي كل هذا الوقت. لعل الأحزاب تحولت من السياسة إلى التجمعات البشرية تحكمها المصالح الفردية والعائلية والأطماع الشخصية بالإضافة إلى الزبونية السياسية التي لا ترى في الكراسي الوزارية إلا خدمة نخبة خاصة .  الحكومة ومخاض الولادة التي امتدت إلى أيام بدأت معها السنة الجديدة التي يرجى أن تكون أفضل من السالفة. كما أن المخاض الذي تعيشه الأمة المغربية في انتظار ميلاد الحكومة  أن لا يتمخض عن ولادة قيصرية يجعلها هشة لا تساير الأمور والأحداث الوطنية منها والدولية خاصة وأننا جيران قربى من الأوروبيين الناظرين إلينا من الشمال.  
     

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire