samedi 21 janvier 2012

المرأة الجزء الثاني للرجل.


 للأسف الشديد لازلنا في عالمنا العربي تتقاذفنا أمواج النقاشات التنظيرية  الساخنة حول موضوع ما إذا كانت المرأة صالحة ومؤهلة لتولي مناصب المسؤولية في دولنا. هذا اللغط يتقاسمه علماء من فئة الأزهريين والعلماء الوسطيين وفئة ثالثة وهم العلمانيون الذين ينشقون عن الفئتين السالفتين بالآراء العصرية التي تتماشى مع العصور الحديثة. إن علماء الأزهر لا يرون في انتساب المرأة إلى الحقل السياسي مهنة لها.ولن يكون في صالحها لان هذه الميادين هي رجولية اقرب منها إلى الأنثوية. ونظرا للاختلاط الحاصل في السياسي فان الفقهاء اتجهوا إلى صف المنادين بإبعادها عنه ومحاولة منعها من الولوج إليه.إذن هناك نقاش مفتوح وسجال فكري بحثي وإيديولوجية حديث كل النوادي التي تهتم بمسالة المرأة. ترى أن المجتمع في حاجة ماسة وضرورية إلى الاستعانة بالمرأة في ميادين متعددة من تعليم إلى طب إلى سفيرة....الخ.  كما ان رقي ووعي الدولة يقاس بمدى مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية . هناك تياران يتصارعان في الدول العربية الأول ذكوري لا يرى في المرأة النصف الأخر للرجل في مركز المسؤولية إلا عبثا أملي علينا من الخارج.أما التيار الثاني وهم دعاة الوسطية والاعتدال ويرون عكس ما يراه التيار الأول. المرأة هذا النصف المجتمعي الذي يحاربه بعض المثقفين الذين باتوا على بينة من أمرهم أن غالبية الناس لا يمانعون في تشغيلها وتربية الفتاة الأم المفترضة مستقبلا والاهتمام بها.  طبعا ولتدعيم هذا المنطق تدخل على الخط منظمات وجمعيات نسوية علمانية من دول أخرى غير عربية مما يثير الشك في ارتباطها بعلاقات خارجية مشبوهة لتمييع المجتمع الإسلامي لأنه المدخل الوحيد والعامل المفضل لدى كثير من المؤسسات الدواية للولوج لنقد السياسات المتبعة عندنا وكأننا بطرنا جزءا من شخصيتنا حسب زعمهم. بالطبع هذه المسالة تغضب المرأة العربية التي ترى أن أخاها الرجل اغتصب حقها في كثير من الميادين الحيوية في المجتمع. و أن لا تقتصر حياة المرأة في إنتاج و تربية الأطفال لان دورها اسمي من ذالك. اختصار وجودها في هذه المهمة غلط فادح .تيمنا بالصحابيات والتابعيات  والعالمات فان المرأة ذالك الجزء الثاني للرجل الذي عليه يقع واجب صيانة حقها في تكوين أسرة في المجتمع بتربيتها وحسن خلقها. المراة لن تختصر في الأستاذة أو المحامية اجتماعيا بل هي الأم والأخت والابنة والخالة والعمة والجدة والجارة والزوجة. نرى أن نصف المجتمع يقع على عاتق هذه السيدة المحترمة. مهما قيل في هذا الموضوع فان المرأة تبق تلك الإنسانة التي نحتاج إليها ولا تستقيم الحياة إلا بها لأنها نصفه. وفي الأخير لابد من استرجاع بعض المواقف التاريخية للمرأة  ابتداء من الصحابية الفاضلة السيدة عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم التي روت أحاديث خاصة وكثيرة ولولاها لما وصل الينا ماروت من جهة اخرى قال عنها (ص) خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء. لازالت كتب التاريخ تحفظ لفاطمة الفهرية بانية مسجد القرويين بفاس وزينب النفزاوية زوجة يوسف ابن تاشفين قال عنها صاحب الاستقصا (كانت سعده والقائمة بملكه والمدبرة لأمره والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب) دون نسيان العالمة والفقيهة والأديبة المغربية خناثة بنت بكار محسنة القراءات السبع. إذن لا غرو ان الحفيدات على شاكلة الجدات. مثالين فقط على سبيل التوضيح أن المرأة لا زالت ذالك النبع والعين التي لم تنضب.  ان الحياة العصرية فتحت أمام المرأة أبوابا من التعليم حتى لا يصبح حكرا على الرجل. نتيجة لذالك بتنا نرى المرأة في دور ريانة طائرة وقطار وسيارة ومحامية ومديرة إلى وزيرة ثم إلى جامعة النفايات في الأزقة بذالك قد تكون غزت جميع المرافق الحياتية للرجل.  المرأة الجزء الثاني للرجل عليه ان يشتغل حتى لا يصاب بالورم الغي قد يشل المجتمع بكامله. اذا كنا نرغب في السير إلى الأمام فعلينا أن نغادر اللغط والهراء والتفكير فقط كيف يكون ترشيد العمل الجماعي الرجل والمرأة لصالح الوطن دون المساس بأي كان رجلا أو امرأة ومن شانها تضييق الفجوة بين التيارات المتصارعة على ضمان مستقبلها .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire