jeudi 27 janvier 2011

ما سر العواصف

قبل نهاية العقد الأول من قرن الاول للألفية الثالثة بدأت عواصف تهب على ا لعالم العربي تنبيء بالتغيير في أنظمة عاشت عقودا من الزمن حتى ظن الناس انه قدرها . ان ما نشهده اليوم على شاشة القنوات المختلفة العربية منها والأجنبية ليوحي أن أشياء قد تتغير في بلداننا العربية العريقة التي كانت تظن أنها محمية من الرياح الشعبية العاتية ومحصنة بفضل أنظمتها الاستخباراتية والأمنية ومساعدتها من طرف أجهزة خارجية ولكن كل ذالك ذاب ذوبان الثلج في بداية الربيع الذي اصبح أكثر من شعب يراهن غلى النجاح فيه. كل الدول العربية لم تستقل إلا في 60 سنة الأخيرة أو أكثر بقليل.إلا أن الأنظمة التي اختارت بها تدبير الشؤون العامة والخاصة لها لم تكن في المستوى الذي كانت الشعوب تتطلع وتطمح إليه .طبعا هذه الدول كبرت من الناحية السكانية وأصبحت لها مطالب اجتماعية واقتصادية وأخيرا سياسية وهذا من طبيعة الأشياء ليس فيها ما يعيبها لأنه حق من حقوق الإنسان في كل بلد. ربما ماجعل الأمر يتأخر إلى العهد الجديد او الحاضر فلان مستوى التعليم كان منعدما او متدنيا وكانت الأمية تفوق كل المعدلات لذالك ربما كان الأمل ضعيفا في القيام بمناهضة الأنظمة لان النجاح كان ضئيلا ولم يكن من الشعوب إلا الإذعان إلى حين. جل الدول العربية تمارس أنظمة ديكتاتورية يستفيد منها عدد قليل من الطبقة الحاكمة والمقربين منها إلى جانب الامتيازات التي يمنحها هذا النظام او ذاك للخواص الأجانب قصد الحصول على بعض المزايا خارجيا.ولكن العاصفة عندما تهب على الجميع دون استثناء وهذا ما حصل لعدد من الرؤساء فمنهم من شنق كالرئيس العراقي ومنهم هرب كالرئيس التونسي إلى غير ذالك.

لو أن هؤلاء الرؤساء حكموا بلدانهم ديمقراطيا لما حدثت هذه المظاهرات والاحتجاجات لان بناء الوطن مسالة جماعية لا أن تصبح الدولة عبارة عن مزرعة خاصة لأشخاص بعينهم رغم ما يكتبون في دساتيرهم وأدبيات أحزابهم الوحيدة ولكن العكس هو الذي يحد ث بعد استتباب الأمر ينقلب الرئيس على كل التعهدات التي قدمها مسبقا.عدد من الدول اثر الانتفاضة التونسية حاول تصحيح الوضع الا ان ربما يكون قطار التغيير قد اخذ طريقه الى النهاية ولم يعد هناك وقت الا ا لى التغيير فقط.مضى الزمان الذي كان فيه التصحيح قابلا للوقوع أما الآن فأصبحت الأمور متجاوزة ولابد منها.وذكر الشيء بالشيء فان هناك في بعض الدول أزمات حكامة وليست أزمة أنظمة .نحن في المغرب ليس عندنا أزمة نظام لان النظام عندنا متعاقد عليه منذ قرون وهو نظام ملكي دستوري وليس من المغاربة من يقول بغير ذالك.لان الثوابت الثلاثة لا مزايدة عليها المغاربة سواسية في ذالك.ولكن يوجد عندنا أزمة حكامة وعلى المسؤولين تصحيح الأوضاع حتى لا تصبح البلاد في مهب الريح .عاش ا لمغرب والمغاربة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire