jeudi 10 février 2011

لودامت لغيرك ما وصلت اليك

إن المتتبع للإحداث اليومية في الجرائد او على الشاشات المختلفة ما عدا الرسمية لن يقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله.إن مجموع ما يخرج من المصريين الى المظاهرات يوميا يفوق 12 مليونا و ما صوت لصالحه في الانتخابات البرلمانية2010 وله في 2005 لم يتعد حاجز ال5ملايين .نحن الان امام معادلة حسابية غير متكافئة .اذن عدد الغا ضبين هم الأكثرية. ان العاقل المتبصر والحارس على الامة المصريةوعلى امنها وسلامتها لايمكن ان يترك الباب مفتوحا امام المحتجين بالطريقة الحالية ’لان مصالح المواطنيين العاديين تتضرر يوميا’ خصوصا اذا اضفنا ان خط الفقر يفوق 40 في المائة من السكان الذي بلغ عدده فوق 80 مليونا. كما ان العناد لامحل له هنا لان الرجل حكم 30 سنة بالحديد والنار ويتحمل مسؤولية كاملة وأخلاقية في حق الذين سجنوا وعذبوا وماتوا بغير حق .ان الأمر ألان أصبح منكشفا لا احد يريد بقائه ولا احد يريد التعامل معه.لقد وقع الإجماع على رحيله من السلطة ومحاكمته .لقد أثار الانتباه الدولي لهذه الاحتجاجات المتوالية بشكل يومي. هناك أقطاب ثلاثة القطب الغربي وفيه أمريكا وأوروبا ثم القطب الأسيوي وفيه الصين والهند واليابان والقطب العربي الذي لا نرى له وجها في هذه النازلة الكبرى ثم الأساس هو المالك لزمام الأمور هو الشعب المصري الثائر الذي سحق الخوف وأسس الشجاعة والإقدام ورصخ قي ذاكرة الأمة الديمقراطية تؤخذ ولا تعطى هدية للمحكوم. ان اكبر المتضررين بما يحدث في مصر هو دولة إسرائيل .هذه الدولة الغاشمة والعنصرية تشتري الغاز الطبيعي من السلطة المصرية الحاكمة باقل من سعر التكلفة في حين الاردن الدولة العربية تشتريه بسعر اعلى منها.أنه تناقض لا يفهمه الا الحاكم بأمر إسرائيل . من جهة اخرى ان الرئيس هو الحارس الأمين على الدولة الصهيونية بنى حاجزا فولاذيا بين مصر وغزة لحرمان الغزاويين من الوصول او التسلسل إلى مصر منها واليها عبر الخنادق لتمرير السلاح او الغذاء او مواد طبية. هذا الأمان شعرت به إسرائيل وعاشته مدة حكم الرئيس مبارك وقد انعكس عليها بصفة ايجابية واصبح الإنفاق العسكري في حدود 8 في المائة من الناتج القومي بعد ان كان 30 قي المائة مما وفر لها ملايير الدولارات خلال حكم هذا الرجل .كان من الطبيعي ان تستثمر هذا الفائض في تنمية البلاد وقهر العباد وتشديد الحصار على الفلسطينيين بفضل مساعدات النظام المصري الحالي. وتمكنت من تطوير الأنظمة الدفاعية العسكرية بفضله بشكل حديث يتفوق على جميع الدول المجاورة.وتعزيز سطوتها الاستخباراتية الخارجية والداخلية ولقد ساعدها ذالك الإنفاق على حرب لبنان . لهذا نرى إسرائيل تحرس اشد الحرس على الرئيس الحالي لانها لا تعرف ماذا تأتي به الأيام القادمة .انها تهاب الرياح العاتية القادمة .والغريب في الامر ان رئيس الكيان الصهيوني لاول مرة في تاريخه الدموي يعلن على العموم عن رفع المسؤولية الإسرائيلية عن البنية التحتية في قطاع غزة والدفع بمشاريع دولية تتعلق بالصرف الصحي والكهرباء والماء وتعزيز الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية. بداية تحول جادت به رياح مصر العربية. اليها يرجع الفضل الكبير لذالك لازال الرجل يراوح في مكانه وليس عنادا منه ولكن ربحا للوقت الذي يراهن عليه مثل تدخل دول صديقة او إرهاق المحتجين طبعا وهذان الأمران مستبعدان نظرا لان المتظاهرين يرفضون التدخل في شؤونهم وهذا من حقهم ولا سلطة لأحد عليهم. ومن الاستنتاجات مالي.عمل الرجل بجميع أجهزته السلطوية القمعية مدة 30 سنة. حمى إسرائيل من الفلسطينيين وسد عليهم جميع المنافذ.سمح للاسرائيلين الاستجمام برشم الشيخ على البحر الأحمربكل حرية كانهم قي بلدهم. جوع المصريين والفلسطينيين على السواء. معدل الفقر المدقع في البلاد فاق 40 في المائة .حكومة الحزب الوحيد. أما المعارضة فكانت ديكورا فقط. استأسد على الشعب فملا بالمعارضين الحقيقيين السجون وشردهم في العالم ليخلو له الجو للتنكيل بمن بقي منهم. نهب الأموال العامة هو وزمرة ممن معه وعائلته وأصهاره والمقربين منه. أصبح من الأغنياء الأوائل في العالم قبل بيل جايت. جعل من مصر العظيمة دولة جوفاء لاحياة فيها. المال العام سهل نهبه لزمرة ممن يرتضي أعمالهم. سهل الأمر على أولاده في كسب الأموال الطائلة دون أن يشهد لهم بعمل قاموا به . يحكي عن بطولاته مع انه لم يكن كذالك لان الحروب كلها خسرتها مصر بفضل الخيانة سنة 1967 وعدم القدرة على الاستمرار وغياب الاستراتيجية سنة 1973 إذن ليس هناك ما يفخر به هذا الشخص. أما حالة الأبوة التي يريد تسويقها فليس لها من الصحة إلا الاسم. كان إلى زمن قريب يريد توريث ابنه لكن مشروعه سقط ولم يعد له وجود بفضل ثورة الشباب الغاضب. جدار برلين العربي سقط أخيرا تحت وطأة الشباب الواعي المثقف المؤمن بقضية حقيقة مطالبه. مات الخوف ولم يعد له وجود في قاموس المصريين. اما عن العناد الذي يحلو لبعض الناس نعته به فان الامر يحتاج بالنسبة اليه الى طبيب نفساني. القى ثلاث خطابات وكلها لم تلاق الا الصفير والهتافات "ارحل ارحل ارحل" .يظهر من التجمعات ان الرجل لم يعد يطاق وجوده بين الشعب. على الرغم من طول عمره 85 سنة لم يفهم بعد أن لو دامت لغيرك ما وصلت اليك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire