lundi 14 février 2011

الشعارات الجاهزة للاستيراد

أقدم بادئ ذي بدء الشكر للشباب المصري الذي أزاح عنا ذنبا حمله العرب طيلة عقود من الزمن. حتى إن كلمة المظاهرة أو التظاهر كادت تنمحي من قاموسنا في الاستعمالات اليومية كما إن الناس نسوا أن المطالب لا بد لها من وقفة احتجاجية من حين لأخر. يجري الحديث في الأيام الأخيرة عن استعارات الشعارات من الميادين الثائرة سواء في تونس سابقا او في مصر حاليا قد تكون أحيانا في غير محلها لان المكان والزمان غير موازيان لذلك او بالأحرى لاستغلال الشعار الوارد علينا. إذا كنا حقيقة نريد الخروج للتظاهر أمام المؤسسات الحكومية أوفي الشوارع الكبرى الهامة فعلينا ابتكار واستنباط وإخراج شعارات جديدة خاصة بالمناسبة الحالية والتوقيت الراهن وذات فحوى تفيد الناس لا لتظليلهم. رأينا في أحداث مصر أن الشعار الذي حضي بحصة الأسد هو"الشعب نريد إسقاط النظام". نعم ذاك صحيح بالنسبة للإخوان في مصر أو في تونس لأنها جمهوريات فسدت فيهما الانتخابات البرلمانية والرئاسية على حد السواء.من ناحية أخرى هذا لا يعنينا في شيء . ان الجمعيات الحقوقية او السياسية او النقابية إذا خرجت للتظاهر فعليها اختيار الشعار الازم والمعبر عن الراي او الفكر او الرسالة التي يريد ان يوصلها إلى من يهمه الأمر لا ان ياخذ من الشعارات ما هو موجود في الساحات الأجنبية وتسويقه الينا . ان الشعارات يستلهمها المتظاهرون في الوقت والحال لانها حالة نفسية يعبر عنها الإنسان في حينها.اذن لامجال للابتذال الرخيص.

كثيرا من الشعارات التي رددت او كتبت تكون غالبا بعيدة عن الواقع المغربي بصفة خاصة .لذالك عندما نرى حفنة من الناس يتعدى عددهم اصابع اليدين بقليل يحملون لافتات كتب عليها " الشعب يريد كذا...."او "الشعب لا يريد كذا...." فهذا نوع من الخلط العمد مع سبق الأسرار. لابد من التوقف عند بعض المواقف التي يرى الانسان انها مجانبة للحقيقة لان الهدف منها فيه كثيرا من الشك والريبة نظرا لاختيار تسويقها على مراى ومسمع من الناس. الحقيقة ان يقول الفرد منا ما يحس به لا ما يمليه عليه اخر. ان المسؤولية السياسية او الجمعوية او الحزبية لا يمكن وضعها وراء الستار ولكن امام الستار حتى يراها كل انسان دون خجل او خوف اما اذا كان الانسان يلعب بمشاعر الناس فان الامر لن يدوم اكثر من برق شمس في يوم شتاء ماطر. كما لي شك مريب عندما ارى ان الشعب يريد ا وان الجماهير المغربية تريد . يطرح سؤالا وجيها من خول له او لغيره ان ينطق باسم الشعب؟ هل استفتى الشعب على ما يريد قوله او فعله؟ لعل الجواب سهل جدا ولايحتاج الى مجهود للبحث عن الجواب المقنع. اذا كانت الجمعية الحقوقية او الحزب السياسي او النقابة الفئوية لا تمثل حتى المنضوين تحت لوائها فكيف لها ان تطالب المؤسسات الرسمية باسم الشعب . ان عين العقل ان تكف هذه المنظمات عن التعميم في مطالبها ولكن ان تطالب باسم منخرطيها فقط لانها لاتملك حق الفيتو للنيابة عن الامة المغربية مثلا. قد يرى قاريء ما لا ارى ولكن سوف نتفق على ان الامر لايقوم به الا اصحابه ومثل تونس ومصر امر صارخ لايحتاج الى تعليق وتحاليل من الخبراء وهؤلاء بدورهم لم يتنبئوا بما حدث. لان من نتائج الاحتقان والاستخفاف والظلم والاحتقار وتسلط الامن على العباد فكان لابد من الانفجار السلمي لان تكميم الاعلام والافواه لم يكن ليدوم اكثر مما دام. انتهت صلاحية النظام وجرعه لن تصبح شافية لسرطان تفشى في البدن الشعبي فلابد من استئصاله ليشفى الشعب ويتنفس الصعداء . هناك خلط بين الشعب يريد اسقاط النظام هذا الشعار غير صالح في وطننا ولايمكن لن نستورد الشعار ونطبقه على ما نحن عليه انه غلط كبير تقع فيه المؤسسات الاحتجاجية دون التفكير فيما تريد . اذا كان عندنا من مشكل فهو مشكل الحكامة وليس النظام لان النظام عندنا ليس محل البحث والتفكير فيه. يتمتع المغرب بنظام حكم ملكي دستوري لا جدال فيه. اما ما يمكن ان نبحث فيه فهو كيفية الحكامة التي تمارسها الحكومات التي تتعاقب على دفة الحكم. ارى ان من واجب الحكومة ان تصهر على راحة المواطن الذي يؤدي رواتب الجهاز الحكومي والبرلماني من جيوب دافعي الضرائب. لم يعد اي شيء يمكن اخفاؤه على المواطن لان العالم اصبح فرية صغيرة فمابالك بالبلد ربما اصبح رقعة لا تتعدي راحة اليد ومن يقول غير ذالك لاننا كنا نتابع ما يحدث في كل من تونس ومصر ثانية بثانية ولعل ذالك اكبر من ان نتجاهله.المغرب بلد عربي مغاربي افريقي اسلامي سني ما لكي ملكي ودستوري النظام ليس للعلمانية مكان فيه. اذن علينا ان لا نستعمل الشعارات الجاهزة المستوردة لان ما يهمنا ما "صنع في المغرب" وليس ما جيء به الى المغرب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire