vendredi 25 février 2011

محمد السادس ملك المغرب

يجمع الجميع على أن محمد السادس يحضى بمحبة خاصة واحترام قل نضيره لدى المغاربة قاطبة إذا استثنيتا البالغين ما فوق الستين فان اكبر شريحة من المواطنين الشباب لا يعرفون غيره. في غير ما مرة يذكر محمد السادس إلا ويذكر بكل احترام يستحقه دون مبالغة. لقد فرض الرجل احترامه على الأعداء قبل الأصدقاء وذالك أن تصرفاته تنم على أخلاق عالية وتربية ملكية سامية ونظرة مستقبلية بعيدة. اعتلى العرش المغربي سنة 1999 بعد وفاة والده الحسن الثاني رحمه الله وهو في عقده الثالث ونيف. تسلم المسؤولية في ظروف اقتصادية دولية صعبة حتى على الذين سبقوه في دواليب المسؤولية السياسية سواء في الغرب أوفي الشرق.كما انه لم يكن محضوضا كذالك لان اغلب دول المشرق التي كانت تربط الراحل بالملوك والأمراء المشارقة علاقة صداقة خاصة لم تعد كذالك لان حرب الخليج الأولى والثانية استنزفت قدراتهم الاقتصادية ولم تعد مستعدة لا للمساعدة ولا إلى الاستثمار الطويل الأمد. أضف إلى هذا ’الحرب في العراق وأفغانستان لم تكن من الأمور التي تسهل العلاقات السياسية بين الدول العربية إضافة إلى العلاقات الفاترة بينها أصلا. في هذه الظروف كان قد تولى قبله شابان المسؤولية الأول الملك عبدا لله الثاني ملك الأردن بعد وفاة والده الحسين و الثاني تولى رئاسة الجمهورية السورية بعد وفاة والده حافظ الأسد. كما انه كان هناك نظرة توحي بقرب أزمة اقتصادية ومالية دولية وشيكة الحلول تجتاح أغلبية الدول مع بداية الألفية الثالثة.جميع الدول منهكة اقتصاديا حتى العظمى منها. ومع ذالك حاول الملك الشاب أن يساير الأمور إلى حين أن تتضح الرؤيا. وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن على توليه عرش المغرب فان جلالته لازال منتقلا بين المدن والأقاليم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب يتفقد المشاريع تارة ويشدن تارة أخرى. دون كلل ولاتعب لأنه يعلم أن حبه للوطن يقايضه براحته .انظر مدى حب الرجل لوطنه. جلالة الملك محمد السادس كان أول ملكا يغير في خطة البر وتوكيل الرسمي أثناء حفلة زفافه لأنه كان أول مرة يرى فيها الشعب المغربي زوجة الملك وكانت حقيقة مفاجأة بكل المقاييس لان المواطن من سني لم ير ولا تعرف على الملكة زوجة الراحل. من هنا فهمت ان المغرب على أبواب عهد جديد . كما انه لايجب حجب المشكل الرئيسي الذي ورثه عن والده وهو مشكل الصحراء الذي حاول جاهدا أن يجد له حلا مناسبا خصوصا وأصبحت القضية قد دولت بفعل التدخلات الإقليمية خاصة الجيران . إن ثقافة محمد السادس ساعدته كثيرا في الاستئناس وفهم المشاكل سواء الإقليمية منها أو الدولية. لعل الحسن الثاني نجح في اختيار التكوين التعليمي لابنه الأمير ولي العهد لإعداده لتحمل المسؤولية والقيام بأعباء الدولة خصوصا الدولة الحديثة لان موقع المملكة جغرافيا موقع استراتيجي بامتياز. وأتذكر أننا كنا نقرا في كتب التاريخ أن مولاي الحسن الأول كان دائم التنقل في ربوع المملكة ولم يذق طعام الراحة ولعل ما هو عليه جلالة الملك هو نقسه سيرا على سيرة جده. محمد ابن الحسن ابن محمد ملك شاب مثقف ومكون لإدارة المملكة. كل من فكر أو يفكر أن المغرب فيه أزمة نظام فهو خاطئ بامتياز لان المغرب " مملكة مغربية دستورية" لا إشكال في نظام الحكم وإنما المشكل في الحكامة الغير جيدة التي يجب تقويمها عبر صناديق الاقتراع المباشر في انتخابات نزيهة لتشكيل خارطة سياسية تمكن من إخراج إلى الوجود تشكلة حكومية مسؤولة أمام الملك وأمام البرلمان المنتخب بطريقة نزيهة كذالك. إن جلالة الملك لايسعى إلا إلى تحقيق هذه الديمقراطية . لهذا السبب لم نر خلال مظاهرات 20 فبراير 2011 أي لآفة تخص المؤسسة الملكية إلا واحدة منها كتب عليها "أيها الملك أننا نحبك وهذه مطالبنا" من بين الآلاف من اللافتات التي جاب أصحابها مدن المغرب.ولعمري هذا الإحساس هو ما يشعر به كل المغاربة ومعنى هذا إن الملك هو المسؤول الأول الذي يرجع إليه الفصل في كل شيء. نعم ان محمد السادس يمتاز بالحس الاجتماعي الشعبي الراقي ويمتاز كذالك بالوداعة و التواضع ودماثة أخلاقه. وهذه الملاحظة جديرة بالتسجيل في حقه دون مبالغة كثيرا ما نراه أمام مقود سيارته وكلما حياه احدهم إلا ورد التحية بابتسامة ملكية كريمة. محمد السادس بارك الله في عمره درس تعلم تربى ليكون ملكا من هنا اكتسب دماثةاخلاقه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire