dimanche 27 février 2011

قراءة في الخطابات الرئاسية الثلاث بن علي مبارك والقذافي

من الأشياء المحمودة في زماننا هذا هو تقدم وسائل الإعلام السمعي والبصري حيث يمكن الاطلاع على الأخبار في ظرف وجيز جدا لايتعدى بضع ثوان مع العلم ان وسائل النقل الإعلامي قد غطت القارات الخمس وسكانها على اختلاف ألوانهم وألسنتهم بل وشملت المدن والحواضر والقرى بما فيها أعالي الجبال. بفضل استعمال هذه التقنيات الحديثة والمبهرة في ميدان التواصل. لقد أعطى هذا التقدم في المواصلات وجها جديدا للحياة. ولم يعد أي رئيس أو غيره يستطيع الاستفراد بشعبه في غياب تام للمراقبة الدولية. جميع الخطب تحلل وتدرس من قبل متخصصين في أوقات وجيزة بفضل تقنيات الاتصال. سأتعرض إلى ثلاث خطابات رئاسية قالها رؤساء ثلاث دول عربية كانوا أثناءها يعيشون أوقات صعبة جدا وسط غليان شعبي كبير. كانت أولى ثلاث خطابات للرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وثلاث خطابات للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك و ثالث ثلاث خطابات فهي للقائد الفذ الليبي معمر ألقذافي الثائر العربي الجسور حسب فهمه. كانت خطابات الرئيسين التونسي والمصري كلها اعتذارات للشعوب وحافلة بالتنازلات تتقدمها خطوات جريئة في الإصلاحات حيث بلغ الأمر بعزل وزراء فاسدين من العيار الثقيل وطرد بعضهم حتى من الأحزاب الحاكمة والإسراع في إقالة حكومات وتعيين أخرى محلها في ظرف وجيز كما أن تحرير الإعلام والأسرى وفتح باب المناقشة حول أزمة البطالة والمساعدات الاقتصادية للفقراء وطي ملفي إعادة الترشح لمدة جديدة والتوريث لأنجالهما وكانا هذين الرئيسين لايطلبان إلا إتمام المدة المتبقية لهما وكانا يستعطفان الجماهير للقبول مع أن ما قدماه الرجلان لتونس ومصر لايقاس بما قدمه القذافي لليبيا . مع العلم أن القاسم المشترك بين الرؤساء الثلاثة هو اختلاس أموال وخيرات الشعوب. كيفما كان الوضع فإنهما حرصا على الهرب او التنازل كرها حرصا على الأرواح وتفتيت الدول والدفع بها إلى حروب أهلية لا يمكن التنبؤ بنتائجها . إذن يمكن القول بكل تجرد أن الحس الوطني كان حاضرا لدى هذين الرئيسين رغم ممارستهما اللا قانونية لتسيير دواليب الدولة. هذا من جهة أما من جهة أخرى فان القائد الهمام أو الأحرى ان نسميه الثائر المشاغب الذي لا يملك من الثورة إلا الاسم. كان الطابع الذي غلب على خطاباته هو التحدي للشعب الليبي وكأنه قاصر ثم يأتي بعد ذالك التهديد بالقتل لليبيين جميعا ان كان لابد من ذالك ثم يحبك القول الابن البار بوالده حيث يلوح بلافتة التخويف بالجوع وغلق المدارس وغلق المحلات التجارية في وجه الشعب .يلاحظ في كل من خطابات القذافي الأب والابن غياب الاحترام للشعب وكأنها يخاطبان فلاحيهما في المزرعة القذافية الخاصة ولم يدركا أنهما يخاطبان شعبا مكون من طبقات اجتماعية مختلفة فيها الأطباء والعلماء والأساتذة في القانون والعلوم التي لم يحصل عليها احد منها.احتقار الشعب واعتباره ساذجا من أهم الهفوات التي وقعا فيها . إذا كان الشعب مكون من جرذان ومهلوسين ومقملين ووسخين وشذاذ الأفاق فأين مال النفط لإصلاح هذه القاذورات التي علقت بهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره؟. إن هذه الالفاض لا تليق أن يتفوه بها من يعتبر نفسه ثائرا ورئيسا لدولة من 7 ملايين من الحكماء ورؤساء القبائل أمثال عمر المختار.كما أن الرجل وابنه مسعدان من اجل البقاء في الحكم أن يقوما بكل ما من شانه أن يسيل نهرا من الدم وإشعال النار إن اقتضى الحال بين الأهالي فإنهما لا يتوانيان عنها. .وبدون خجل ولاحياء يضرب الأب مثل الرئيس الروسي بوريس التسن حين قصف البرلمان وإسرائيل حين دمرت غزة وأمريكا حيث دمرت المفلوجة كل هذه الأعمال بالنسبة إليه يعدها مفخرة وليست مذمة .ما اغبا هذا الرجل. إذن إذا سال حمام الدم في درنة أو بنغازي فليس هناك من مشكل ولا يحاسب على فعلته لأنه يعتبره حقا مشروعا وان اقتضى الحال نصب المشانق في الساحات العمومية فانه يعتبره حقه الطبيعي. ولعل هذه الرؤيا الدونية للشعب وكأنه هو المفكر الوحيد في 7 ملايين من الناس الذين لايفقهون شيئا إلا هو وأبناؤه الأحرار الأفذاذ. إذا كان من محكمة تنصب فانه يجب أن يمثل أمامها لمحاسبته عن الأموال التي صرفها على حماقاته منها على سبيل المثل لا الحصر.2.8 مليار دولار تعويضا لضحايا طائرة لوكربي. و3 ملايير دولار كتعويض للضحايا والخسائر التي طالت الايرلنديين الشماليين من جراء مساعدته للثوار. بالإضافة إلى المصاريف الأخرى التي كان يصرفها ويغدقها أبناؤه على ملاهيهم الشخصية مع جملة من الفضائح الأخلاقية التي يرتكبونها هنا وهناك . وسيؤدى ثمنها من مال الشعب الليبي كمصروفات على هؤلاء البلهاء.أين؟ مال الشعب أيها الثائر الهمام؟ أما انه يصورون له او يتصور هو ان الشعب الليبي متيم بحبه ومعجبون بثورته الخضراء التي لايراها مكسبا ثوريا إلا هو . اذن في جميع خطاباته لا يوجد أي تنازل بل أكثر من ذالك فهو يعد ويتوعد باسوا الأحوال والعواقب لهذا الشعب .على زعمه انه هزم أمريكا ولا اعلم متى ولين ؟ ولعل أخر ما اكشف قي بيت القذافي الذي دمره الثوار الحقيقيون وجود كتب السحر والشعوذة.نلاحظ ان مهما كان من الرؤساء الثلاثة فان أكثرهم ديكتاتورية وقمعا كان القذافي بامتياز"إما أنا ولا احد غيري بعدي" و"إما النار وانتم وقودها" إذن أحلى الاختيارين مر. ولكن الله له بالمرصاد. اختار الشعب طرده وتنحيه أو انتحاره وليس ذالك ببعيد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire