mardi 5 avril 2011

الملك الثائر

في بادرة شجاعية ثورية قلما يجود بها الزمان.وفي خطاب موجه إلى الأمة المغربية على اختلاف ألوانها السياسية والاقتصادية والاجتماعية يوم الأربعاء 9 من مارس2011 أعلن جلالة الملك محمد السادس عن عزمه طرح مبادرة لتعديل الدستور استجابة لصوت الشباب الذي خرج يوم الأحد 20 فبراير يطالب ملك البلاد بالإصلاح في لافتة شهيرة حملها الشباب وقد كتب عليها بالخط الواضح " أيها الملك إننا نحبك وهذه مطالبنا " .لقد وصل إلى مسامعه الكريمة هذا الطلب وفهم مغزاه ورد عليه بالإيجاب. " أيها الملك إننا نحبك " هذه كلمة الشباب الذين يمثلون اغلب سكان المغرب دون الفرق بين المناطق او الجهات كما لا يحلو ذالك للبعض. كما أن من لايحب الملك فانه يحترمه ولايجرء على سبه آو شتمه او نعته بأقذر النعوت إلا ذوي النفوس المستعصية المرض كما نرى في كثير من الدول العربية لان رؤساءها فقدوا احترامهم من طرف الشعب الذي يمثلونه ." وهذه مطالبنا" لا توجه طلبات الإصلاحات الكبرى إلا إلى الملك لأنه الأحق بذالك. من جهة أخرى نلاحظ أن جل الأحزاب السياسية والنقابات الفئوية أصابها مرض الشيخوخة وشاخت أفكار مؤسسيها ومسيريها وأصبحت عاجزة عن مسايرة الزمان الذي تعيشه. فقد المنتمون إليها ثقتهم فيها وباتت عبارة عن علب لاستجداء أصوات بعض من لازال يأمل في التجديد. بأفكار شبابية حديثة ورؤى تقدمية نظيفة وقراءة مستقبلية شفافة نقلت المغرب إلى ما بعد 20 من فبراير إلى عهد الإصلاح الدستوري الذي كانت تقول به الأحزاب كلما أرادت ابتزاز الحكومة لتحصل على كراسي وزارية لها ولأبنائها. هذه الفزاعة كسرت ولم تعد صالحة لإخافة الدولة وملكها لأنه المبادر إلى مشروع إصلاح الدستور إذن قطع العشب من تحت إقدامهم وجف لبنهم. أسس الملك لجنة لتلقي الملاحظات و الاعتمادات التي تراها الأحزاب تخدم المصلحة العامة والى حد الآن لم نر ولم نسمع باجتماع المؤسسات الحزبية بمنخرطيها لمناقشة الآراء والمبادرات التي تنوي هذه الأحزاب تقديمها وكان المجموعة المسيرة هي التي تملك القرار في إبداء الرأي أما الآخرون فلا وزن لهم إلا الثصويث بما يريد المؤسسون.قد يكون من العبث أن تقدم أي هيئة سياسية أفكارا جديدة غير التي لا تثير الحكومة ولا تصب حتى فيما يراه المنخرطون واجبا لإبداء الرأي. لقد خيم السكون على هذه الأحزاب الإدارية والتاريخية التي لم تعد صالحة نظرا لاستقائها مدة صلاحيتها. المغرب يملكه ملك شاب وشباب أمامهم المستقبل الواعد بتنوع أكاديميتهم وثقافاتهم الواسعة واطلاعهم على أمور تقنية حديثة بالغة التعقيد لا يفهمها الطاعنون في السن وفي الإدارة وفي النقابات والجمعيات .لقد حان إعطاء المشعل قبل أن ينطفئ إلى الشباب رمز هذه الأمة وقوة محركها. هذه بعض الملاحظات التي أرى أنها ملزمة لكي يسير المغرب إلى الأمام. 1) الأحزاب السياسية العتيقة انتهت حتى ولو جددت في دمائها لان برامجها لاتساير الظرف الحالي وقد تعتبر عبئا على المنخرطين. 2) على الأحزاب أن لا تكون ممولة من الدولة لان ذالك يجعل منها أداة طوعية في يد الحكومة تستغلها كلما عن لها ذالك وتجلسها في الحديقة الخلفية الى حين استغلالها. 3)أن لايصبح البرلمان عبارة عن مجموعة من الأحزاب التي تتنافس في رضا الحكومة بالتصويت ايجابيا دون ادني مناقشة جدية.4) شاخت إدارتنا وأحزابنا وجمعياتنا وجرائدنا ومجلاتنا وأصبحت تجر المغرب إلى الوراء أكثر منه إلى الأمام. والمبادرة الملكية جاءت في وقتها لتقطع دابر الابتزاز.5) في بضع أشهر علينا أن يكون لنا دستور جديد ونواب شباب في الغرفتين جدد وحكومة منبثقة من الشباب ذات برامج جديدة وعلى رئسها ملك شاب. 6) خلاصة القول أن الأمور كلها مكتملة وعناصر العمل التقدمي متوفرة ان شاء الله والإرادة الوطنية الشبابية موجودة .قطار المغرب السريع وضع على السكة سيصل إن شاء الله سالما وما ذالك على الله بعزيز. جاءت مبادرة الإصلاح من أعلى الهرم إلى القاعدة فماذا هي فاعلة ألان؟ كرة كبيرة الحجم في ملعب – الأحزاب السياسية في ملعب النقابات الفئوية في ملعب الجمعيات و المنظمات المدنية وفي الكتلة الثقافية وبالخصوص في يد الشباب المغربي الواعد. هذا الشباب الذي فند كل التكهنات ان ما من فائدة يرجوها المغرب منهم لقد اثبت العكس وهو الآن قلبها النابض. سنصل بثورة الملك وليس بثورة الأحزاب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire