mercredi 13 avril 2011

أمريكا وإسرائيل لا تعرفان حقوق الإنسان

دأبت الخارجية الأمريكية بإيعاز من إسرائيل سنويا على إنتاج تقرير عالمي توجه فيه أصابع الاتهام إلى بعض الدول خاصة العربية منها اللوم والعتاب والشجب والامتعاض أحيانا عن عدم تطبيق حقوق الإنسان في البلد .من الطبيعي أن التقرير لا يتناول الخروقات والجرائم الإسرائيلية لأنها محمية بالفيتو داخليا وخارجيا. إسرائيل فوق كل اعتبار. إنها الطفلة المدللة أمريكيا. ألقت آلاف الأطنان من القنابل الفسفورية المحرمة دوليا على قطاع غزة وقتلت عدد كبير من الفلسطينيين وأعطبت الآلاف منهم وشردت آلاف الأسر من ديارها وحطمت البنية التحتية التي صرف على إقامتها الاتحاد الأوروبي وقصفت تماديا في وقاحتها حتى بيت لحم الذي شهد ميلاد المسيح عليه السلام ولم ينطق احد ببنت شفا حتى الفاتكان صمت لماذا؟ لم يأت ذكر إسرائيل حتى ولو من باب عتاب الحلو للصديق.إسرائيل ليس خطا احمر ولكن واديا من الدماء لا يجب الاقتراب منه مخافة العقاب الأمريكي للذي تسول له نفسه ذالك. لا أبالغ إذا قلت إن إسرائيل محرم نقدها او عتابها لان لديها حصانة أمريكية لا تسمح بالتجاوز الغير المرخص له. إسرائيل لديها لافتة شهيرة تخرجها كلما ضاق صبرها في وجه أيا كان وهي" معاداة السامية" وقد نجحت في هذا الأمر مرارا. أما سجل حقوق الإنسان في أمريكا فحدث ولا حرج. صفت أمريكا قضية الهنود الحمر الذين هم سكان أمريكا الأصليين بالقتل والتشريد والتنكيل ومصادرة أراضيهم ودفعهم إلى المناطق القاحلة الحارة قصد التخلص منهم وقد نجحت في ذالك. ألقت أول قنبلة على اليابان على مدينتي هيروشيما ونكزاكي ايام 6 و9 غشت سنة.1945دمرت لفيتنام وخسرت الحرب . احتلت العراق وتسببت في مقتل أكثر من مليون عراقي وشردت ثلاثة ملايين في العراق وخارجه . ألقت القبض على الراحل صدام حسين وسلمته للمالكي ليعدمه يوم عيد الأضحى. ولما سئل عن اليوم العظيم قال المالكي هذا ليس عيدنا ويعني بذالك الشيعة. بعد ذالك دخلت أفغانستان ووقعت في المستنقع الذي لم تصبر غوره من قبل وإخبارها من هناك لا تطمئن .كما أنها تفننت في فرض الحصار تلو الحصار على العراق وكوريا الشمالية وكوبا و إيران لان هذه الدول رفضت السر وراء أمريكا العظيمة. أما الوثوق بها فهذا من ثالث المستحيلات ذالك أن في أول الطريق سوف تستغني عن حلفائها مثال ذالك تخليها عن الرئيس المصري المخلوع مبارك والتونسي بنعلي واليمني عبد الله صالح قد تلفظه قريبا. أمريكا وإسرائيل لا تعترفان و لا تعرفان حقوق الإنسان إلا لمواطنيهما ماعدا ذالك فلا شرعية لهم عندهما.التقرير ما هو إلا فزاعة تشهرها للمزيد من الابتزاز. إسرائيل الغنية بملفات دولية والتحقيقات في جرائمها تستثنى من هذا النوع من المكاشفة الدولية لأنها محمية أمريكية ولان مصالحها تقتضي تلك الحماية. أما غيرها فلا أهمية له بالنسبة إلى أمريكا العظمى. . لا نستغرب نحن العرب من التصرفات الاوحادية الجانب ضدنا لأننا الطرف الأضعف في المعادلة نظرا لغياب التآزر وغياب الديمقراطية في أوطاننا والاتحاد حول القضية الفلسطينية كمثال لا ينكره المراقب للشأن العربي في مواجهة الغرب الذي يستخف بنا في قضيتنا.إذا كان تقرير جولدستون الذي أنجز حول جرائم إسرائيل في غزة وبعد إقراره من طرف الأمم المتحدة وإظهاره للعالم وتم التصويت عليه بإدانة الدولة الصهيونية قد تراجع صاحب التقرير وهو ملزم بتقديم اعتذار لإسرائيل على ما سبب لها من إحراج و إزعاج في المحافل الدولية ووعد بزيارة أل صهيون. فكيف الوثوق بالأمم المتحدة؟ هذا أرقى أنواع الابتزاز. أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة اسمها الابتزاز والمحافظة على المصالح المشتركة بينهما. الانفراد بسياسة القطب الواحد جعل من السهل إملاء السياسات المصلحة للقومية الاسرائيلوامريكية تستوعب تارة بالترغيب و أخرى بالترهيب للدول العربية التي أصبحت عبارة عن منجم يدر الأموال الطائلة كلما احتاجت إليها أمريكا. خلاصة القول أن التقارير السنوية للخارجية الأمريكية ما هي إلا طلب لبيت الطاعة لبعض الدول مع أن البيت الأبيض نفسه لا يثق بما يكتب فيها.التقارير عبارة عن استكمال الصورة النمطية للسياسة الأمريكية في اتجاه الدول العربية الفقيرة سياسيا والغنية ماليا وهذا بالضبط بيت القصيد. للاستعلاء على أموال النفط بطرق بيع الأسلحة بالملايير الدولارات وتمكين شركاتها من التمويل الدائم وإنجاح برامجها الاقتصادية والتمويلية لصالح الوطن الأمريكي والمحافظة على الصديق الإسرائيلي ومصالحه خدمة للوبي اليهودي الأمريكي.إذن أمركا تعترف بحقوق الإنسان الأمريكي و الإسرائيلي فقط اما فيما عدا ذالك فهو ينقلب الى بقرة حلوب من النوع الجيد . في المغرب لنا من الترسانة القانونية ما ليس لغيرنا .بتفعيل المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب والحمى على المال العام وتحرير وتخفيف القبضة على الإعلام وتسريح السجناء ان ذاك يكون تقرير الخارجية الأمريكية عبارة عن مقال لا يساوي الورق الذي كتب علية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire