mercredi 6 avril 2011

السياسة والشعوب العربية

من الخليج إلى المحيط مساحة جغرافية تكاد تكون واحدة موحدة لولا الحدود التي رسمها الاستعمار البغيض وهو المسئول تاريخيا عن هذا التقسيم الذي لا أساس له منطقيا حيث زرع بفعله هذا البغضاء والحروب بين الأشقاء وكانوا في غنا عنها وما سأكس ويكو مهندسا هذه الوضعية التي وصل إليها العالم العربي دون إرادته إلا ثمرة من ثمرات الاستعمار حيث بات العرب لا يحسدهم احد على وضعيتهم. اثنتا وعشرين دولة عربية مسلمة مساحتها15.434.156كيلومترا مربعا اكبر ثلاث مرات من الاتحاد الأوروبي و تمثل3.02 في المائة من أراضي العالم .وعدد سكانها جاوز 337 مليون نسمة. لها من الإمكانيات ما لم يتوفر لغيرها ومن الثروات الطبيعية و الاقتصادية ما لم يتوفر لكثير من الدول مجتمعة وهذا ما جعل أطماع الدول تتكالب عليها لاستغلالها ومحاولة استنزافها بطرق شتى ترغيبا وترهيبا وتخويفا. وفي الحديث عن السياسة والشعوب العربية لابد من ذكر الحدود هذا الغول الذي يقف شامخا وحاجزا بين الدول العربية ويجعل من المستحيل الولوج من دولة عربية إلى دولة عربية أخرى في غياب التأشيرة التي بموجبها يسمح بالدخول لصاحبها. كما انه من الناحية السياسية فلكل بلد سياسته ونهجه في إدارة البلد ولا يمكن نقده لأننا سندخل في ما يعرف " بالتدخل في شؤون الغير" وتلك طامة أخرى من المصائب التي ابتلي بها العرب. قد يقول قائل وما دور الجامعة العربية؟ للأسف الشديد فان هذه المؤسسة العربية التي رأت النور في 1945 أي قبل نشأة الأمم المتحدة. يرى المراقبون للشأن العربي وبالخصوص إلى الجامعة ما هي إلا ناديا للرؤساء والزعماء والملوك يجتمعون فيها مرة كل سنة في حالة ما إذا كانت الحميمية تربطهم إلا أن أيامها معدودة لا تختلف عن عدد أيام ظهور الهلال. يمتاز العالم العربي بالعوامل المشتركة التالية 1) اللغة العربية المستعملة على نطاق واسع وتعتبر اللغة الرسمية لهذه الدول 2) ينتمي السكان في العالم العربي الى سلالة بشرية واحدة 3) دم عربي واحد يجري في عروق الأمة العربية لا اختلاف عليه 4) الدين الإسلامي فهو الموحد القوي بين الشعوب العربية ولم يكن في يوم من الأيام محط نقاش كيفما كان نوعه. هذا من الناحية الإدارية و السياسية التي ترى فيها الدول صمام الأمان لها أما من الناحية الثانية فهل للشعوب كلمة؟ لو طرح هذا السؤال قبل فترة قليلة لكان الجواب سلبيا. اما في الوقت الراهن فان الجواب لا يسعه إلا أن يكون ايجابيا بجميع معانيه وظروفه الحالية. ذالك ان الشعوب العربية استيقظت من سباتها العميق الذي دام أكثر من أربعة عقود. ولكن بفضل من ؟ يعود ما آلت إليه أحوال الشعوب العربية من ايجابيات الى طبقة الشباب المتعلم الفاهم للأمور التي أصبحت عليها دولهم من الهوان والذل وعدم الاعتبار للإنسان العربي حيث بات ليساوي شيئا في الاقتصاديات الدولية وفي المجال السياسي لا راي عام له. ومن الملاحظات المبدئية هو ان الشعوب تتوق الى كسر الحواجز الحدودية بين الدول العربية ولا تعترف بوجودها لولا ان الحكومات تعلل وجودها بقضية الأمن لكل دولة على حدا. ان الشعوب العربية من المحيط الى الخليج على قلب رجل واحد. كلما تعرض شعب من الشعوب العربية الى الاضطهاد او التنكيل به الا وقامت مظاهرات عبر ربوع الوطن العربي تندد وتستنكر وتعبر عن سخطها وغضبها وآلامها وقد راى المجتمع الدولي ذالك أثناء احتلال الأمريكيين للعراق وأثناء الغارات الجوية على فلسطين وقطاع غزة تموز 2006. ويفخر المغرب انه خرج عن بكرة أبيه تقدر أعداده بالملايين نصرة للأمة العربية وليس للحكومات التي لا تتوانا في قمعها كلما توفرت لها الظروف. الشعوب العربية متحدة وتواقة الى الاتحاد وهدم اسوار الحدود الفاصلة بينها.على غرار هدم حائط برلين و توحيد الألمانيتين سنة 1989 يلاحظ من تهاوي الديكتاتوريات العربية وانتصار الشعوب التواقة الى معانقة الديمقراطية و الحرية في المشاركة في تسيير امور الدولة لانهم سكانها وهم اولى بما يريدون لها من البرامج لتقدمها وتطويرها وتنميتها . هذا من شانه ان يقطع الطريق على عملاء الفساد و مشجعي الرشاوى و منتهزي الفرص و مقتنصي القضايا الملوثة. إلى حين أن نرى الإصلاحات الديمقراطية مطلب الشعوب تتبلور في دساتيرنا و مؤسساتنا وفي فصل سلطنا بعضها عن بعض وتحرير إعلامنا . على غرار الأحداث الثورية الشعبية الأخيرة التي عرفتها عدة دول شقيقة أصبحت الجامعة العربية في مهب رياح التغيير إما أن تتغير إلى أحسن أو تركها تكمل موتها ألسريري. وأخيرا كل الشعوب العربية تريد دولا عربية قوية اقتصادية وسياسيا واجتماعيا. لا تريد حدودا فاصلة بينها. تريد أن ترى سوقا مشتركة تتبلور في مجتمعنا العربي. هذه بعض الأفكار أشارك بها الرأي العام العربي الذي سيفخر به العربي الأبي من المحيط إلى الخليج. على الشعوب ان تمتهن السياسة وعلى السياسة ان تحالفها

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire