lundi 18 avril 2011

يدفن المرء نفسه حيا؟

المعروف والمتعاقد عليه بين الناس في كل المجتمعات أن الموت يغيب المرء رغما عن انفه لأنه استوفى اجله و هو أمر طبيعي. إذن عندما يكرم ابن ادم بالدفن فان عمله كانسان ينتهي مباشرة كما جاء على قول رسول الله (ص)" إذا مات ابن ادم انتهى عمله إلا من ثلاث ولد يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به". لماذا ينعزل الإنسان إذن بمجرد ما يترك كرسي المسؤولية؟ على عكس ما نراه في الدول الغربية عندما يستقيل او يحال على المعاش فان الذاكرة تنشط واقل ما يمكن إنتاجه مذكرات شخصية وذالك اضعف الإيمان. يضاف إلى هذا النشاط الفكري هناك أنشطة مدنية او اجتماعية أخرى ينخرط فيها كفاعل اجتماعي او مستشار حسب تخصصه دون اللجوء إلى إنشاء تجارة الكسب وذالك ما بعد سن الراحة. يلاحظ في بلادنا أن كلما آن لذوي القرارات أن يغادر إلى المعاش فانه يطبق المعاش بكل صدق وأمانة وهو في كثير من الأحيان لا يغادر المكتب إما إلى المقبرة وإما إلى المستشفى حتى وان كتب له أياما معدودات فانه لا يستفيد مما بقي في جدول حياته نظرا للحسرة التي تسكن قلبه ويعتقد في اغلب الأحيان أن سير المصلحة ستتوقف وستشل بدونه ويتوعد بذالك. ذالك انه يعتزل العمل الجماعي ويعتبره مضيعة للوقت وغير ذي جدوى. يلاحظ كذالك غياب ثقافة الكتابة من تأليف أو مذكرات أو مقالات صحفية أو دراسات تقنية ينفرد بنشرها قصد استفادة آخرين منها. في الثلاثين سنة الأخيرة غادر إلى المعاش كثير من الأساتذة الجامعيين والباحثين و المدراء والرؤساء والمسيرين وحتى من السياسيين و النقابيين وأصحاب القرار ولكن لم نر لهم ما يثبت أنهم تركوا إرثا ثقافيا يدل على سنوات قضوها في الأسلاك الحكومية ودواليب الدولة.للأسف الشديد غياب هذا المسؤول بهذه الطريقة وكأنه لم يمارس قط . انتهى عمله بمجرد أن غادر المكتب المهني وخبأ إنتاجه وكأنه سلعة استنفذت تاريخ إنتاجها و صلاحيتها وأحيلت إلى بيت الإهمال. مع العلم أن المسؤولين المغاربة لهم من المواقف والحكايات على اختلاف أنواعها وأشكالها من اصغر درجة في المسؤولية إلى أكبرها لا تنقصم إلا همة الكتابة ولهم من المعلومات ما يكفي لإنتاج مسلسلات وليس كتب أو أفلام. إذن هل نعتبر أن المعاش نوع من أنواع الموت الذي يغيب الإنسان عن الحياة العامة ؟ نظرا لما سبق فانه يكون من المجدي حقا علينا ان لا نغيب العامل الاقتصادي في موضوعنا ذالك أن تمويل الكتاب في بلادنا لا يخضع لأي مساعدات لإنتاجه وتأليفه وطبعه. ولعله من الأسباب التي تعوز الكاتب أو المؤلف إلا أن هذا الموقف يكاد يكون سلبيا بالنسبة للأقلية. أما الأغلبية فلهم من الإمكانيات ما يجعل تمويل الكتاب أو نشره أمرا في غاية السهولة المادية. ما دام غياب ثقافة كتابة المذكرات في مجتمعنا شيء لا يحض بالأهمية ولا الأولوية فانه يكون من الصعب التاريخ لحقبة ما من الحقب الإدارية قصد استفادة الأجيال القادمة منها.إذا توفرت مادة التمويل المالي ولم يدون الإنسان المواطن مذكراته يكون قد اخل بركن من أركان المواطنة الحقة لأنه واجب وطني لاستثنى منه محال على المعاش.إن ظرفية المعاش توفر الوقت الكافي قي كثير من الأحيان. لا نرضى ان يدفن المرء حيا ؟ نعم إذا كان بإمكانه أن ينتج ولم يفعل.فانه يكون ميتا وهوحي يرزق ولا يسعنا إلا أن نكبر عليه أربعا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire